Ashrakat ::عضوVIP::
الْـــعُـــــمْـــــــــر : 27 مَُشَــارِكــآتــي: : 434 دولــتي : الجـنس : هوايتي : مزاجي :
| Subject: عندما تحولت العبادات إلى عادات،أو إلى علاجات Thu 19 Sep 2013, 11:01 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله!: قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: لابد من التنبيه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوئد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية، فمثلاً يقولون: في الصلاة رياضة وإفادة الأعصاب، وفي الصيام فائدة إزالة الفضلات وترتيب الوجبات، والمفروض أن لا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة.
فمن الناس من يأتي المسجد ليلتقي بأصحابه،
ومنهم من يأتي المسجد ليصلي، ومنهم من يأتي المسجد ليشحذ، أي أن قصده في الإتيان للمسجد أن يقوم بعد الصلاة ويقول: آبائي الكرام، قدَّر الله، وحصل حادث وانقلبنا، وما وجدنا، ويكذبون أيضاً. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(من أتى المسجد لشيء فهو حظه)[رواه أبو داود وهو حديث حسن]. قال العلماء عن هذا الحديث: فيه تنبيه على تصحيح النية في إتيان المسجد؛ لئلا يكون مختلطاً بغرض دنيوي كالتمشية والمصاحبة مع الأصحاب. بعض الناس يأتي إلى المسجد مشياً فتقول له: لماذا لا تذهب بالسيارة؟ فيقول: المشي صحي! لكن هل نوى أن كل خطوة يُرفع بها درجة وتكتب له بها حسنة وتحط بها عنه سيئة؟ الشيء الصحي يأتي تبعاً، الشيء الصحي ليس مقصداً في العمل الصالح،
لكن نحن تضخمت الدنيا عندنا مما جاء عن أهل الدنيا
من كثرة تفكيرهم واجتهادهم في استخراج واستنباط والحصول على الفوائد الدنيوية للأعمال، ولذلك تراه يمشي إلى المسجد؛ لأجل حفظ الصحة، ولو جعل نيته أن كل خطوة يرفع بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، يكتب له بها حسنة لحصَّل أجر الآخرة، وهذا الذي في الدنيا سيأتي تبعاً. نرى اليوم من يصوم لتخفيف الوزن والصحة، وقال -عليه الصلاة والسلام-:(من صام يوماً في سبيل الله بعّد الله وجه عن النار سبعين خريفاً)، وهذا يستعمل السواك لأجل الجراثيم الفموية وينسى التماس السنة وابتغاء السنة، ونية السنة، ومتابعة النبي -عليه الصلاة والسلام-. ولذلك بين الله تعالى في كتابه حكمة الصوم قال تعالى:كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ183 سورة البقرة، تصحّون؟ تخفّون؟ تَتَّقُونَ فهذه هي الحكمة الأساسية من العبادة،
والآخر يحصل تبعاً،
هل تخشى أن لا يحصل؟ هل تخشى أن تحرم من مزايا الصيام الصحية إذا صمت؟ ستحصل لكن إذا صمت فابتغ وجه الله لا الأشياء الدنيوية. وتُعلم النساء المتأخرات في الزواج في بعض مواقع الإنترنت قراءة سورة البقرة ابتغاء النكاح، وهذه كارثة أخرى؛ لأنها تقرأ سورة البقرة لا لأجل الحرف بحسنة والحسنة بعشر حسنات، وإنما لأجل الزوج.
يقولون لها:
اقرئي سورة البقرة إذا كنت عانساً وخفت أن لا يأتيك زوجك، اقرئي سورة كذا لأجل الحمل إذا كانت لا تحمل، إذا أردت الولد اقرئي سورة كذا للولد، وهكذا ابتدعوا أدعية لمن تأخرت عن الزواج. ورد في بعض الأحاديث أن الصدقة تداوي الأمراض كقوله –عليه الصلاة والسلام-:(داووا مرضاكم بالصدقة) لكن لا على أن يكون هذا هو القصد من العمل، وللأسف صار بعض الناس اليوم يسمعون(داووا مرضاكم بالصدقة) فيتصدقون لأجل الشفاء ليس إلا، وربما لا يفكر أصلاً في الدار الآخرة.
هكذا تحولت العبادات إلى عادات،أو حولت العبادات إلى علاجات،
وفوتت ثواباً كثيراً على الناس،
وتعلقوا بالدنيا وصار الشغف بها،
وصاروا لا يهتمون بالحسنات التي لا يذكر لها فوائد دنيوية،
كقوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ162 سورة الأنعام. قال -عليه الصلاة والسلام-:(من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأتيه من الدنيا إلا ما قدر له)، والإنسان قد يُعطى أشياء من التعويضات في الدنيا عن صدقة تصدق بها أو عمل عمله بدون أن يقصد هذا المقابل الدنيوي، فإذا حصل فهذا من فضل الله ولا يمتنع عن أخذه. عن ابن الساعد المالكي قال: استعملني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على الصدقة، فلما فرغت منها وأديتها إليه، جمع الزكاة وتعب في ذلك، وأحصاه وحسبه وأتى به وحرسه، قال: أمر لي -يعني عمر- بعماله يعني مقابل، فقلت: إنما عملت لله وأجري على الله، فقال: خذ ما أعطيت فإني عملت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعمَّلني، يعني: أعطاني أجرة عملي، فقلت مثل قولك، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إذا أعطيت شيئاً من غير أن تسأل فكل وتصدق)[رواه مسلم]. إذن: إذا حصل من غير أن ينويه ومن غير أن يسأله إذا أخذه فلا حرج عليه أبداً. ولابد أن نحرص على ابتغاء وجه الله بالأعمال الصالحة، قال تعالى:مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ15 سورة هود ،لكن ماذا له في الآخرة؟ لا أجر ولا شيء وإنما له النار، مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ20 سورة الشورى. إذن: ليس له شيء على عمله إذا قصد الدنيا، يصلي الإنسان لله لا لأجل التمارين الرياضية، ويصوم لله وللثواب وباب الريان وليس لأجل تخفيف الوزن والحمية، ويقوم لصلاة الفجر لأجل الحسنات وحفظ الله له من النار وحفظه من الشرور وليس لأجل غاز الأوزون، يقرأ القران ابتغاء ما عند الله وليس ابتغاء الزواج او الولد اوغيرها من امور الدنيا التي تاتي تبعا وكذلك ينبغي أن يفعل بنيات صالحة في الأكل والشرب والنكاح والنوم والوطء. ولذلك فإن الإنسان يجتهد أن يجعل عمله لله ويطلب الدار الآخرة وما عند الله، وخصوصاً في هذه العبادات، ويلتزم الشريعة، ويلحظ الآخرة بقلبه ويقبل على ربه، يرجو الثواب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. اللهم اجعل عملنا خالصاً لوجهك يا رب العالمين، واجعله صالحاً يا أرحم الراحمين، ولا تجعل لأحد غيرك فيه حظاً ولا نصيبا إنك أكرم الأكرمين
| |
|
Nourα ::عضوVIP::
الْـــعُـــــمْـــــــــر : 24 مَُشَــارِكــآتــي: : 320 دولــتي : الجـنس : هوايتي : مزاجي :
| Subject: Re: عندما تحولت العبادات إلى عادات،أو إلى علاجات Thu 19 Sep 2013, 4:04 pm | |
| جزاك الله خير حبيبتي
موضوع رائع جدا في ميزان حسناتك يارب =) .. واصلي | |
|
Ashrakat ::عضوVIP::
الْـــعُـــــمْـــــــــر : 27 مَُشَــارِكــآتــي: : 434 دولــتي : الجـنس : هوايتي : مزاجي :
| Subject: Re: عندما تحولت العبادات إلى عادات،أو إلى علاجات Fri 20 Sep 2013, 12:42 pm | |
| | |
|
GOGO عضو حامل لوسام الذهبي
الْـــعُـــــمْـــــــــر : 29 مَُشَــارِكــآتــي: : 1113 دولــتي : الجـنس : هوايتي : مزاجي :
| Subject: Re: عندما تحولت العبادات إلى عادات،أو إلى علاجات Fri 20 Sep 2013, 7:23 pm | |
| جزآككَ اللهه كل خير ♥ بآرك الله فيك ♥ انرت القسمم ♥ | |
|