أخيراً ، وصلت لعبة الكراسي الموسيقية في الدوري الانجليزي " البريمييرليج " ، إلى مرحلة الحسم بمباراة دربي مدينة مانشستر، بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي في الاسبوع ال36 من المسابقة ، ليستعيد المان سيتي مكانه في الصدارة بفارق الأهداف بعد أن تساوى الفريقان في 83 نقطة لكل منهما .
** ورغم أن المان يونايتد ، كان الاقرب لحسم اللقب قبل أسبوعين من نهاية المسابقة ، وكان يكفيه التعادل للاحتفاظ بفارق الثلاث نقاط ، أو كان بإمكانه الفوز لمضاعفة هذا الفارق ، فإنه فرط في فرصتيه ، وخسر أيضا فرصة رد الاعتبار بعد سابق هزيمته "الكارثية " 1/6 في الدور الأول ، ولكن النادي الأعرق والأكثر فوزا بلقب البريمييرليج ، فشل في كل ذلك ، وأدي مباراة متواضعة ، فازبها السيتي بهدف واحد ، كان يمكن أن يتضاعف ، لو استغل الفريق سيطرته الميدانية وفعاليته الهجومية معظم وقت المباراة.
** ورغم أن "المان يو" كان متأخرا شوطاً بأكمله ، فإنه فشل في تكثيف الضغط او تركيز الهجوم أو حتى تقديم محاولات تعبر عن جدية رغبته في تحقيق التعادل والتشبث بفرصة الاحتفاظ بالفارق ، والاقتراب من اللقب العشرين في تاريخه .. لم يتمكن روني الهارب من الرقابة ان يقدم أي ملامح للخطورة طوال المباراة ، وفشل ناني في المرور من الجناح الايمن ونفس الشيء للمخضرم جيجز .. أما المان سيتي ، فكان أكثر حماساً واندفاعا نحو الفرصة الواحدة التي كانت متاحة له لتحقيق الفوز واستعادة مقعده في لعبة الكراسي الموسيقية بعد تبدل المقعد مرات عديدة بينه وبين اليونايتد ، ولم يكن أمام مانشيني سوى المغامرة بالهجوم والضغط معظم الوقت ، حتى عندما تقدم بهدف القائد كومباني مع نهاية الشوط الاول .
** كسب مانشيني موقعة الوسط وخاصة نجميه جاريث باري الفائز بلقب أحسن لاعب في المباراة ، وصانع اللعب ومفسد هجمات المنافسين وقائد المرتدات العاجي يحيى أو يايا توريه الذي كان أكثر لاعب لمس الكرة في 99 مناسبة ، والذي كان أكثر لاعب قام بالتمرير في 62 مناسبة ، كما أضاع أكثر من فرصة للتسجيل من فرص مهمة في الشوط الثاني .
أما السير فيرجسون الذي خرج عن وقاره وكاد يدخل في مشاجرة مع مانشيني بسبب خلاف على لعبة عنيفة ويلباك ودي يونج ، فكان واضحا توتره من عدم فرض إيقاعه وعدم تمكن لاعبيه من الضغط بفاعلية على مرمى المان سيتي .
** أخيراً .. يبدو أن مانشستر سيتي سيكون على موعد مع التاريخ هذا الموسم ، لينتزع لقب الدوري الانجليزي " البريمييرليج " ، للمرة الثالثة في تاريخه بعد غياب طويل جدا ، بلغ 44 عاماً ، حيث غاب هذا اللقب " الحلم "عن خزائن النادي منذ عام 1968 ، والغريب أن هذا الحلم باللقب الذي حُرمت منه أجيال عديدة من جماهير النادي عبر هذه السنوات ، سيأتي عبر هذا الموسم الصعب بعد جاءت الفرصة وراحت مرات عديدة بين فريقي مدينة مانشستر .
** ويحق لجماهير فريق النادي الذي يملكه الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس الوزراء الاماراتي ، أن يشكروا الرجل الذي جعلهم يستعيدون الاحلام الغائبة منذ عشرات السنيين ، ليس فقط بما ضخه من أموال ، وإنما بما زرعه في نفوس الجهاز الاداري والفني واللاعبين من طموحات البطولة ونزعة الثقة وروح القتال حتى اللحظة الاخيرة .. ولذلك فإني أُحسن الظن بالفريق ومديره الفني ، في مباراتيه الاخيرتين أمام نيوكاسل ثم كوينز بارك ، في الحفاظ على انتصاراته لضمان انتزاع اللقب بفارق الاهداف المريح امام مانشستر يونايتد العريق ، الذي كان الأقرب في الاسابيع الاخيرة ، لولا التفريط في بعض المباريات التي قلصت الفارق قبل أن يلغيه، الجار المغمور الذي أصبح كابوس الرعب لفريق الشياطين الحمر الذي بات بحاجة للتفكير في التغيير، حتى لو على حساب بعض التقاليد العريقة !