قال تعالى: {ولا تطع الكافرين والمنافقين وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا} (الأحزاب:48). والآيات في هذا كثيرة جداً.
فكان -صلوات الله وسلامه عليه- أفضل المعتصمين بالله وأفضل المتوكلين على ربِّه جلَّ وعلا.
وقد حفظه الله ووقاه كيد خصومه وأعدائه سواء كان في العهد المكي أو العهد المدني، سواء في ميدان دعوته وتبليغه أو في ميادين الغزوات والجهاد أو غيرها وكان له في المدينة حُرَّاساً فلما نزل قول الله تعالى: {والله يعصمك من الناس} أعفى حراسه من الحراسة متوكلاً على الله عز وجل واثقاً بوعد ربه.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة قِبَل نجد فأدْرَكَنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في واد كثير العضاه(1) فنـزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة فعلق سيفه ببعض من أغصانها قال: فتفرَّق الناس في الوادي يستظلون بالشجر فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ رجلاً أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتاً(2) في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قلت: الله، قال: فشام(3) السيف، فها هو ذا جالس ثم لم يعرض له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" متفق عليه، وفي لفظ عند البخاري قال: "ولم يعاقبه" البخاري [المغازي (4139)] ومسلم [فضائل عقب حديث (1392)] وهذا من كريم شِيَمِه ومعالي أخلاقه -صلى الله عليه وسلم-.
الهوامـــش1) وهي الشجر ذات الشوك.(2) أي مسلولاً.
(3) أي أغمده.