هذا السؤال خطر على بال مليارات البشر ومنذ القدم , وقبل أكثر من 1400 عام سئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا السؤال ,وقد أجاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا السؤال وهناك عدة أحاديث نبوية شريفة بهذا الخصوص .
الجواب كان الله ولم يكن شيء قبله وهو خالق كل شيء وخالق السماوات والأرض , ان الله تعالى هو الأول والآخر وهو ليسى كمثله شيء وقال عز من قائل : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {57/3}
وسنذكر حديثين صحيحين من جواب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا ينطق الا بالحق المبين.
عن عمران بت الحصين قال :إني كنت عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاءه قومٌ من بني تَميمٍ، فقال : ( اقبَلوا البُشرى يا بني تَميمٍ ) . قالوا : بشَّرْتَنا فأعطِنا، فدخَل ناسٌ من أهلِ اليمَنِ، فقال : ( اقبَلوا البُشرى يا أهلَ اليمَنِ، إذ لم يقبَلْها بنو تميمٍ ) . قالوا : قبِلْنا، جئناك لنتفَقَّهَ في الدينِ، ولنسألَكَ عن أولِ هذا الأمرِ ما كان، قال : ( كان اللهُ ولم يكُنْ شيءٌ قبلَه، وكان عرشُه على الماءِ، ثم خلَق السماواتِ والأرضَ، وكتَب في الذِّكرِ كلَّ شيءٍ ) . ثم أتاني رجلٌ فقال : يا عِمرانُ أدرِكْ ناقتَك فقد ذهبَتْ، فانطلَقتُ أطلُبُها، فإذا السَّرابُ ينقَطِعُ دونَها، وايمُ اللهِ لوَدِدتُ أنها قد ذهبَتْ ولم أقُمْ .
الراوي: عمران بن الحصين المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7418-خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال حينَ سُئِل : أينَ كان ربُّنا عزَّ وجلَّ قبلَ أن يخلقَ خلقَه ؟ قال : كان في عماءٍ ، ما تحتَه هواءٌ ، وما فوقَه هواءٌ ، ثم خلق عرشَه على الماءِ
الراوي: أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر المحدث:ابن جرير الطبري - المصدر: تاريخ الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/40-خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولعل أغلب الناس لم يفهم هذا الحيث بشكل صحيح أو يستطيع تخيله وحتى وقتنا الحاضر.
وكلما تطور العلم أكثر ,يثبت العلم لنا حقيقة الكون وأن الله هو خالق هذا الكون العظيم , وصدق نبيه الأمي محمد صلى الله عليه وسلم وهو لا ينطق عن الهوى قال تعالى: ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {53/3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {53/4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى {53/5}
وهذا جواب السؤال المحير لعقول البشر (ماذا كان قبل خلق السماوات والأرض؟) وجوابه كما جاء في الحيث الشريف
(كان اللهُ ولم يكُنْ شيءٌ قبلَه، وكان عرشُه على الماءِ، ثم خلَق السماواتِ والأرضَ، وكتَب في الذِّكرِ كلَّ شيءٍ).
ويقول تعالى في محكم كتابه القرآن الكريم : (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ {11/7}
فمنذ أقل من سنتين فقط أعلن علماء الفلك عن اكتشاف ما وصفوه بمستودع مياه عذبة يسبح في الفضاء الحر، ويحتوي على كميات مياه تفوق ما يحتويه كوكب الأرض من مياه في المحيطات والبحار والأنهار بـ 140 ترليون مرة.
وأشار العلماء الى ان هذه المياه بعيدة للغاية عن كوكب الأرض حتى بمقاييس الفضاء، اذ تبلغ المسافة الفاصلة بين هذا المستودع وكوكبنا 12 مليار سنة ضوئية،
فمن من البشر قبل هذا الاكتشاف كان يخطر على باله أن في الفضاء ماء, وأنا لا أريد أن أقول ان هذا الماء الذي اكتشفه علماء الفلك هو الماء الذي عليه عرش الرحمن ما عاذ الله فالله تعالى وجل وسع كرسيه السماوات والأرض: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {42/11}.
فالله عز وجل وسع كرسيه السماوات والأرض وليسى كمثله شيء, وانما عندما قال تعالى في القرآن الكريم (وكان عرشُه على الماءِ ), وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف : (وكان عرشُه على الماءِ ), أي قبل أكثر من 1400 عام لم يكن أحد يتصور أن الفضاء يوجد به ماء.
ويأتي العلم اليوم ليثبت صدق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ان كنت قد أصبت في رأي فأسأل الأجر من الله وان كنت قد أخطأت فاني استغفر الله العظيم وأتوب اليه.