رغم زحمة المباريات الآسيوية هذا الأسبوع وأنتفاضة بعض الفرق العربية على الماضي الإيراني والأوزبكي وأحيانا انتفاضتنا على بعضنا البعض إلا أن الصوت العالي لم يكن لآسيا حتى ولو كنا جزءا منها .. بل الصوت الأعلى كان لقارة اوروبا التي لاتشبهنا في شئ .. فلا عيوننا رزق ولا اسنانا فرق ولا شعورنا شقر ولا أبداننا بيضاء مثل جوز الهند الذي نهبوه من إفريقيا والهند وبنوا أمجادهم على ثراوتنا ...
الصوت الاعلى كان تحديدا للقاء برشلونة بالميلان حتى وصلت لدرجة كدت اصدق فيها اننا فعلا لم نخرج من أسبانيا بعد 800 سنة لم نترك فيها بصمة غير الأوابد والمباني ....
ثلاثة أرباع الشعب العربي انتقلت ميوله من فرقه المحلية والعربية وبات إما برشلوني أو ريالي وتراجعت أصوات عشاق اليونايتد وليفربول واليوفي والميلان وآرسنال وتشيلسي وبايرن ميونيخ انقسم العرب بين الغريمين الأسبانيين ربما لوجود نجمين من العيار فوق الثقيل في الطرفين هما ميسي ورونالدو ...
ومن حسن حظي أنني التقيت بالنجمين ولكن معرفتي برونالدو اكثر لانني التقيته ثلاث مرات واحدة في مانشستر والثانية في مدريد والثالثة في دبي فيما التقيت بميسي مرة في روما واخرى في أبوظبي ... وشتاااان مابين الإثنين ليس في الأداء بل في التعامل والأخلاقيات وعندما كتبت في تويتر مرة عن هذه الفروقات بين النجمين جوبهت بهجوم عنيف من محبي رونالدو وكأنه " أخوهم بالرضاعة " .... ومازلت اقول أن الفارق بين ميسي ورونالدو مثل الفارق بين بيليه ومارادونا ....
في ليلة مباراة برشلونة و الميلان وعندما كنت التقي بأصدقاء أو حتى أذهب لأحد المحال التجارية وقبل المرحبا يقول لك الناس " برشلوني أم ميلاني ؟ ثم يعالجونك بخطافية كلامية تنهي المسألة قبل أن تبدأ وهي بكم سيفوز برشلونة برأيك ؟ "
وكالعادة فاز بهدفي المعجزة القصير المكير ميسي ....
هذه الحمّى الكروية هل هي ردة فعل ( عاطفية ) على ذبول مستوياتنا المحلية والقارية أم هي ميول نحو القوي أم هي مجرد اندهاش بسحر الكرة الذي أجزم أنه لدينا من المواهب مايوازي ميسي ورونالدو ولكننا لم و يبدو أننا لن نعرف كيف ( ننكشهم ونصقلهم وننفض الغبار عنهم ) لاننا نفهم كرة القدم بفكر غير احترافي مع كل تقدير وإحترامي للتجارب الأحترافية العربية التي بقيت اسيرة ( السيطرة والهيمنة الحكومية في امكنة واصحاب السمو والمعالي والشيوخ ) في أمكنة اخرى وتخضع لأمزجة أعضاء الشرف أو ابناء المسؤولين ولم يؤثر الربيع العري على كرتنا بعد ونبقى نتابع أبناءنا يتألقون بجنسيات أوروبية وأندية غربية لأننا لم نعرف كيف نرعاهم أو ننمي مواهبهم ....
ميسي الظاهرة والحدث وبرشلونة المؤسسة والإختراع الذي أوجد ميسي يستحقان أن تدفع قطر الكثير كي يكون اسمها مؤسستها على قمصانه لأنه بات الوحيد مصدر الأجماع العالمي في زمن لم يجتمع فيه إثنان على رأي ....
** نقلاً عن استاد الدوحة