ليلتان حزينتان عاشتهما إسبانيا "بطلة العالم" و"قبلة" محبي كرة القدم، حيث خرج الخصمان اللدودان برشلونة وريال مدريد من الدوري قبل النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا، وتركا الصراع على اللقب بين فريقي بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الانجليزي، بعد ان كان العالم ينتظر "نهائي الحلم" بين الفريقين الاسبانيين، وفق الرؤى السابقة التي لم تعط للفريقين الآخرين، تلك الاهمية او القدرة على التأهل.برشلونة الذي نال ثلاثة القاب في بداية الموسم الحالي "كأس السوبر الاسباني، كأس السوبر الاوروبي، اندية العالم"، خسر لقبي "الليغا وابطال اوروبا" في اقل من اسبوع، ويبدو ان خصمه الآخر ريال مدريد لن ينال أكثر من لقب "الليغا"، بعد ان كان يرغب بشده في الحصول على اللقب الاوروبي.
لماذا خسر برشلونة وريال مدريد على أرضيهما فرصة بلوغ المباراة الختامية؟، وهل استحق تشيلسي وميونيخ البطاقتين عوضا عنهما؟، وماذا يحمل المستقبل للفريقين الاسبانيين لا سيما برشلونة، الذي انطبقت عليه مقولة "انقلب السحر على الساحر".في مباراة برشلونة وتشيلسي استحوذ البرسا على الكرة بنسبة كبيرة، ولكنه لم يسجل اكثر من هدفين، ومقابل ذلك تعامل تشيلسي مع واقعه الصعب بواقعية مطلقة، فعرف قدر نفسه وانتهج أسلوبا دفاعيا بحتا، واعتمد على الهجمات المرتدة فسجل هدفين، كان ثانيهما قاتلا وبنيران توريس الاسبانية، ولم تنفع البرسا كل الاحصائيات التي كانت في صالحه باستثناء الحصاد الاجمالي للنقاط في المباراتين، وخذل ميسي انصاره وهو يهدر ركلة جزاء ربما كانت ستمنح فريقه فرصة الذهاب إلى ألمانيا.انصار ريال مدريد ابتسموا ابتسامة عريضة وهم يشاهدون البرسا يودع البطولة وينعى اللقب، وباتت الطرق "حسب اعتقادهم" سالكة بسهولة إلى منصة التتويج، لكن البافاري كانت له كلمة اخرى، وابتسم له الحظ في "ركلات الحظ"، فخرج المدريدي بعقاب اهدار ركلات الترجيح من قبل نجومه الثلاثة رونالدو وكاكا وراموس، في مشهد غريب وسيناريو تراجيدي لم يكن ينتظره انصار المدريدي.
كرة القدم عامرة باللحظات المثيرة والذكريات المؤلمة، وربما يكون في خروج الفريقين الاسبانيين عزاء لجمهوري البرسا والملكي، فقد كان الفريقان كما يقول المثل الشعبي "في الهوا سوا"، كما اكد تشيلسي ومن بعده بايرن أن كرة القدم لا تعرف المستحيل، وهذا امر بات تقليديا وحكمة متكررة يفترض بالجميع استيعاب دروسها الصعبة.
** نقلا عن جريدة الغد الأردنية