رغم
خسارته للقلب ولو بشكل غير رسمي إلا أن برشلونة قدم يوم أمس مباراة من
أمتع ما شاهدنا خارج أرضه، حيث و بعد لعبه بتشكيلة ضمت سواداً كبيراً من
البدلاء، إلا أن ذلك لم يمنع من أن يقدم مباراة في القمة و أكرم فيها
غوارديولا و مضيفه رايو فالكيانو بـ 7 أهداف أكثر من رائعة.
بغياب كل من تشافي، بيكيه،
إنييستا، سيسك، ألفيس و فالديز بدأت مجريات الشوط الأول الذي حاول فيه
رايو الضغط مبكراً على برشلونة و تعميق الجراح بعد الخيبات الـ3 التي مني
بها في الأسبوع الماضي، ولكنه فشل تماماً في ظل تذبذب في الأداء الكتلوني
حتى أتي الفرج بهدف ميسي الأول في الدقيقة 15 بعد عمل جميل للغاية بدأه
المتألق مؤخراً سانشيز و منه لبيدرو و من الأخير لميسي الذي وضع الكرة في
المرمى الفارغ.
بعدها شاهدنا فريقاً واحداً في
الميدان حيث لم نر هجوماً لأصحاب الأرض على الإطلاق، في ظل سعي حثيث من
أبناء بيب لزادة الغلة و هذا ما نالوه في الدقيقة 26 عبر سانشيز الذي اشتغل
كرة عكسية من ميسي انطلق على إثرها على الجهة اليسرى ليراوغ الحارس و ينجح
في وضعها في الشباك بمساعدة المدافع روبيرت الذي اصطدم بالقائم ليخرج
مصاباً بعد ذلك.
و رغم التقدم بهدفين إلا أن الآلة
الهجومية لن تتوقف، و لكم تمنينا أن يؤدي الفريق بهذه الروح فيما سبق، و من
عمل هائل من ليو على الجهة اليمنى حيث راوغ 3 مدافعين أوصل الكرة لكيتا
المنطلق على الجهة اليسرى و بطريقة مذهلة يضعها في المرمى في الدقيقة 39.
و بعدها أتيحت للفريق بعض الفرص و لكنه فشل في تحويلها لأهداف و لينتهي الشوط الأول بنسبة استحواذ وصلت لـ 73 % لبرشلونة.
و مع أولى لحظات الشوط الثاني استمر
الكتلان في الهجوم و بعد صراع كبير في وسط الملعب وصلت الكرة لميسي الذي
انطلق على يسار مرمى فاليكانو حيث سدد الكرة قوة ارتدت من العارضة الأفقية
لتجد بيدرو في انتظارها مسجلاً الهدف الرابع بعد مرور 25 ثانية.
و محاولات الفريق لم تتوقف رغم أن
الغلة بلغت 4، فمع وجود ميسي و سعيه الحثيث لمعادلة رونالدو في صراع
الهدافين لم يكل و لم يمل ابن روزاريو على الإطلاق رفقة بيدرو و سانشيز
كذلك، و لكن محاولاتهم لم تكلل بالنجاح.
و أول ردة فعل للفريق المضيف جاءت في الدقيقة 69، و كانت عبر ضربة حرة مباشرة تمكن بينتو ببراعة من انقاذها لضربة ركنية.
و قد شهدت المباراة خبراً رائعاً
للفريق تمثل بعودة أفلاي إلى الملاعب بعد غياب طويل منذ شهر أكتوبر، و كان
ذلك في الدقيقة 73 بعد دخوله بديلاً لبوسكيتش.
و قبل دخوله كان ألفيس هو البديل
الأول لبرشلونة على حساب أدريانو، و مع دخوله حرك الجبهة اليمنى بصورة
واضحة، و قد تمكن في الدقيقة 77 من صناعة الهدف الخامس لتياغو، حيث مرر كرة
عرضية تلقاها تياغو برأسه مباغتاً الحارس بطريقة جميلة جداً.
حتى لو لم يسجل ميسي فإنه يبقى
الممول الأول و الأوحد للفريق هذا الموسم، إذ أنه مرر كرة رائعة لبيدرو
ليسجل الهدف الثاني له و السادس للفريق.
و لم يكتف برشلونة بهذا القدر، حيث
آثر ميسي إلا أن يضع بصمته و يعادل رونالدو و يصبح على أعتاب تجاوز رقم
مولر و ذلك بتوقيعه على الهدف الثاني، و الذي رد به بيدرو جميل ميسي قبل
نهاية المباراة بوقتها الرسمي بثواني قليلة.
مباراة كبيرة و أداء خرافي ربما يضع
الكثير من علامات الاستفهام حول الفريق فيما مضى، و لكن على العموم لا
يمكننا مقارنة فاليكانو بالريال أو تشلسي، و نتمنى أن يستمر إلى نهاية
الموسم حتى التتويج بلقب الكأس، و توديع بيب غوارديولا بأفضل صورة ممكنة..