يوجّه
جمهور كرة القدم في مختلف أصقاع الكرة الأرضية أنظاره مساء غد الثلاثاء
إلى موقعة نارية من العيار الثقيل بين ناديين أوروبيين عريقين : ريال
مدريد الاسباني وبايرن ميونيخ الألماني، وذلك في ذهاب الدور نصف النهائي
لدوري أبطال أوروبا على أرضية ملعب أليانز أرينا، التحفة المعمارية
الساحرة عينها التي ستستضيف المباراة النهائية لهذه البطولة .
اقرأ أيضاً
بايرن
ميونيخ كان قد ودّع دوري الأبطال مبكراً الموسم الماضي بسبب عناد مدربه
السابق الهولندي لويس فان جال وتمسكه بعدم دخول سوق الانتقالات الصيفية
بعد موسم طويل ومتعب للاعبيه خاضوا فيه كأس عالم مرهقة، مكتفياً بتعاقد
وحيد في الانتقالات الشتوية عبر إحضار البرازيلي لويس جوستافو من هوفنهايم
. لكن الإدارة تفطنت الصيف الماضي إلى أن الموسم الناجح يحتاج تعاقدات
جديدة، فقامت بعد إقالة فان جال قبيل نهاية الموسم الماضي بإجراء بعض
التعاقدات التي كان بعضها مؤثراً جداً في مسيرة الفريق هذا الموسم خصوصاً
في دوري أبطال أوروبا . ونحن في هذا التقرير سنلقي الضوء على صفقات النادي
البافاري ومدى الأثر الذي أحدثته بعد مجيئها .
1-
مانويل نوير: عانى بايرن ميونيخ الموسم الماضي كثيراً من الثقة المفرطة لفان جال
بالحارس الشاب توماس كرافت المتذبذب المستوى والذي واصل طيلة الموسم
ارتكاب الأخطاء نفسها ليثبت أنه لا يمكن أن يوفّر لناد كبير كبايرن ميونيخ
حلاً دائماً في حراسة المرمى . فكان لا بد مع بدء هذا الموسم من
التعاقد
مع صانع نجاحات الأزرق الملكي شالكه العام الماضي حتى مقابل مبلغ كبير بلغ
20 مليون يورو لحارس مرمى في العام الأخير من عقده، لتقوم إدارة البايرن
بهذا التعاقد بطمأنة محبي الفريق نهائياً على شباكه . مانويل نوير لعب
دوراً كبيراً هذا الموسم في خروج بايرن ميونيخ غانماً من معظم مبارياته في
دوري الأبطال، ولعل أبرز مثال على ذلك هو مباراة العودة في الدور ربع
النهائي ضد مارسيليا الفرنسي حين كان الفرنسيون ضاغطون في بداية المباراة
. نوير قام عندها بإنقاذ سلسلة من الأهداف كان واحد منها لو دخل كفيلاً
بزعزعة ثقة لاعبي البافاري بأنفسهم وربما تغيير مجرى المواجهة ضد فريق
عنيد كمارسيليا . من هنا سيكون نوير أهم عنصر في دفاع بايرن ضد ريال مدريد
يوم غد الثلاثاء حيث يتميز بحضوره الذهني العالي جداً وردات فعله السريعة
وقدرته على إبعاد التسديدات البعيدة والضربات الثابتة التي يتميز بها
البرتغالي كريستيانو رونالدو .
2-
جيروم بواتنج: جاء من مانشستر سيتي الانكليزي الصيف الماضي لقاء 13.5 مليون يورو بعد
مفاوضات شاقة . تأرجح في بداية الموسم بين مركزي قلب الدفاع والظهير
الأيمن بسبب نظام المداورة المعتمد من هاينكس، لكنه شكّل ثنائياً ثابتاً
وناجحاً في النصف الثاني من الموسم في مركزه
المفضّل
قلب الدفاع مع زميله المتألق هولجر بادشتوبر إثر إصابة البلجيكي دانييل
فان بويتن وابتعاده عن الملاعب لما يقارب 3 أشهر حتى الآن . هذا الثبات في
مركز قلب الدفاع جعل من دفاع النادي البافاري الأفضل – بالأرقام – في
أوروبا في مختلف المسابقات حتى الآن حيث يبلغ معدل تلقيه للأهداف (0.6)
هدفاً في المباراة الواحدة متفوقاً على يوفنتوس الإيطالي بفارق طفيف
(0.61) .لكن ذلك لا يخفي حقيقة أن لبواتنج نقاط ضعف سيعمل الداهية جوزيه
مورينيو على استغلالها جيداً، فهو بطيء نوعاً ما في الارتداد لذلك فمن
المتوقع أن يواجه مشاكل جمة في مراقبة رأس الحربة المدريدي الذي سيشارك في
هذه المباراة . فسواء قرر " المو " الدفع ببنزيما أو بهيجواين أو بكليهما
معاً ( من يدري ؟ ) فإن تعليماته لمهاجمه الصريح ستكون باستغلال بطء
بواتنج في الهجمات المرتدة والهروب سريعاً نحو المرمى البافاري .
3-
رافينيا: جاءت به إدارة البايرن من جنوى الإيطالي مقابل مبلغ زهيد لم يتعدّ 5
مليون يورو ليكون حلاً دائماً لمركز الظهير الأيمن خلف الهولندي روبن بعد
نقل القائد لام إلى اليسار بقرار متفق
عليه
بين هاينكس ولوف . بدأ الموسم أساسياً وتألق في بعض المباريات لا سيما في
لقاء دور المجموعات في دوري الأبطال ضد فياريال الاسباني في المادريجال
حين سجل الهدف الثاني لفريقه من تسديدة رائعة . لكنه شيئاً فشيئاً فشل في
التفاهم مع روبن على الرواق الأيمن حتى تعرض منذ أسابيع قليلة لنزلة برد
اضطر على أثرها المدرب هاينكس لاستبداله بالقائد فيليب لام ووضع ألابا على
اليسار فكانت تجربة ناجحة أفقدته مركزه الأساسي في ما تبقى من مباريات من
الموسم . رافينيا على الأرجح سيبدأ مباراة ريال مدريد من دكة البدلاء بسبب
ضعفه في التغطية الدفاعية وتفوق النمساوي ألابا عليه في هذه النقطة . لكنه
يبقى حلاً تكتيكياً جيداً لهاينكس في حالة تعرض أحد الظهيرين لأي إصابة
مباغتة .
4-
دافيد ألابا: النمساوي عاد هذا الموسم من الإعارة بعد أن أمضى العام الماضي في
هوفنهايم مقدماً موسماً رائعاً . ألابا لاعب "جوكر" يستطيع اللعب في عديد
المراكز على أرض الملعب، لكنه بالرغم من ذلك لم يحظ في بداية موسمه هذا مع
بايرن ميونيخ سوى ببضع دقائق من مباراة إلى أخرى .
النصف
الثاني من الموسم كان أفضل بالنسبة له حيث حظي أكثر بثقة المدرب يوب
هاينكس الذي سلمه مفاتيح الرواق الأيسر خلف ريبيري، فأبان عن قدرات عالية
في الدفاع والهجوم . مهمته في مباراة ريال مدريد ستكون حساسة جداً وستتركز
على مراقبة الجناح الأيمن المدريدي المهاري، وسواء كان دي ماريا أو أوزيل
فإنه بالتأكيد سيعمل على استغلال نقص الخبرة لدى النمساوي الشاب نظراً
لسنه البالغة 19 عاماً .
5-
نيلز بيترسن: توّج هدّافاً لدوري الدرجة الثانية الألماني العام الماضي مع ناديه
السابق إينيرجي كوتبوس مسجلاً 25 هدفاً في 39 مباراة مما دفع بإدارة بايرن
ميونيخ لاستقدامه . لم يتمكن من
المشاركة
كثيراً مع الفريق سواء في البوندسليجا أو في دوري الأبطال بسبب تواجد هداف
عالمي اسمه ماريو جوميز، وحتى عندما كان السوبر ماريو يغيب فإن بيترسن لم
يكن يحظ بالفرصة كذلك بسبب وجود الكرواتي المخضرم أوليتش . لعب مباراة
وحيدة كاملة كانت في كأس ألمانيا ضد نادي الدرجة الثانية أنجولشتادت في
أوكتوبر الماضي وسجل ثنائية لم تشفع له من أجل مزيد من الدقائق . قد
يتواجد على دكة البدلاء ضد ريال مدريد ولكن من المستبعد أن يغامر هاينكس
بلاعب شاب يفتقد للخبرة في مواجهة مصيرية كهذه، لذلك فهو على الأرجح
سيستعين بأوليتش إن احتاج لبدائل هجومية .
6-
تاكاشي أوسامي: جاء على سبيل الإعارة بداية الموسم من جامبا أوساكا الياباني وتوقع له
الجميع مستقبلاً مبهراً في ميونيخ على غرار مواطنه شينجي كاجاوا في
دورتموند . لكن أوسامي الذي
ظل
مراقباً لمدة طويلة من فان جال لم ينجح في الظهور كثيراً في تشكيلة هاينكس
حيث تمكن من اللعب فقط في 3 مباريات طيلة هذا الموسم مع الفريق الأول
لبايرن في مختلف المسابقات . أبرز مشاركاته كانت في المباراة نفسها التي
سجل فيها بيترسن ثنائيته ضد أنجولشتادت في الكأس حيث نجح أوسامي نفسه
بتسجيل هدفه الأول مع بايرن ميونيخ بعد أن دخل بديلاً في الدقيقة 73 .
أوسامي انتقل بعدها للعب مع الفريق الرديف وهو بالتأكيد لن يكون متواجداً
في تشكيلة هاينكس يوم الثلاثاء، لا الأساسية ولا الاحتياطية .
النادي البافاري ودّع دوري الأبطال
مبكراً العام الماضي ضد إنتر ميلانو الإيطالي في مباراة دراماتيكية ما زال
جميع عشاق الفريقين يذكرونها حتى الآن . بايرن استطاع التسجيل في مواجهتي
الذهاب والإياب لكن السبب الأكبر في خروجه كان دفاعه الهش المتمثل بفان
بويتن وبرينو بالإضافة لإصرار فان جال على استعمال لاعبي الارتكاز
الأوكراني تيموشوك والبرازيلي جوستافو في هذا المركز . هجوم بايرن ميونيخ
هذا العام ما زال ضارباً كالعادة لكن دفاعه اختلف جداً عن العام الماضي،
فالمدرب يوب هاينكس أعاد تنظيم الصفوف بتشكيلة دفاعية مستقرة، بالإضافة
إلى الحارس مانويل نوير الذي يمنح المدافعين شعوراً بالأمان .
فهل
ستتكرر أحزان بايرن ميونيخ لعام آخر بالخروج من دوري الأبطال على يد
الهجوم الضارب للكتيبة الملكية الاسبانية من دون تحقيق اللقب، أم سيتمكن
البافاريون من الانتقام من محطم أحلامهم جوزيه مورينيو عندما حرمهم من
ثلاثية نالها هو قبل عامين على ملعب سانتياجو برنابيو ؟