ياسارية الجبل ( قدرة على التخاطر) !!
في حوالي عام 645 ميلادية (23 هجرية) وفي عهد حكم عمر بن الخطاب الخليفة الراشدي الثاني (رضي الله عنه) وقعت حادثة مشهورة تعتبر في يومنا هذا مثالاً تاريخياً عن قدرة التخاطر وهذه الحادثة مشهورة باسم "سارية الجبل"، وللعلم يعني التخاطر Telepathy :القدرة على نقل الأفكار من شخص إلى آخر دون استخدام الحواس الخمس وقد يكون بين الشخصين آلاف الكيلومترات .
تفاصيل الحادثة
كان سارية بن زُنَيم بن عبدالله الدؤلي أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات فارس سنة 23هـ وملخص الحادثة: كما رواها أسلم ويعقوب ونافع مولى ابن عمر: أن سارية بن زنيم، كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس، وقد كثرت عليه الأعداء وفي نفس اليوم كان عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، فإذا بعمر رضي الله عنه ينادي بأعلى صوته في أثناء خطبته: "ياسارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم". فالتفت الناس وقالوا لعمر بن الخطاب: "ماهذا الكلام ؟!" فقال: "والله ماألقيت له بالاً، شيء أُتي به على لساني." ثم قالوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه _وكان حاضراً _: "ماهذا الذي يقوله أمير المؤمنين؟ وأين سارية منّا الآن ؟!" ، فقال: "ويحكم! دعوا عمر فإنه مادخل في أمر إلا خرج منه" ثم مالبث أن تبين الحال فيما بعد، فقد قدم سارية على عمر رضي الله عنه في المدينة فقال: "ياأمير المؤمنين كنا محاصري العدو، وكنا نقيم الأيام، لايخرج علينا منهم أحد، نحن في منخفض من الأرض وهم في حصن عال (جبل) فسمعت صائحاً ينادي: ياسارية بن زنيم الجبل، فعلوتُ بأصحابي الجبل، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا".